بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
فيقول فقير رحمة ربه الخبير البصير ابراهيم الباجوري ذو التقصير طلب مني
بعض الاخوان اصلح الله لي ولهم الحال والشأن ان اكتب له رسالة لطيفة تشتمل
على صفات المولى واضدادها وما يجوز في حقه تعالى وعلى ما يجب في حق الرسل
وما يستحيل في حقهم وما يجوز فأجبته الى ذلك فقلت وبالله التوفيق
بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شهد بوجوده جميع الكائنات والصلاة
والسلام على سيدنا محمد المبعوث بالآيات الواضحات وعلى آله وصحبه والتابعين
لهم فى الكرامات ( اما بعد) فيقول كثير المساوي مفتاح بن مامون الشنجورى
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه واحبائه آمين هذه تقريرات على رسالة
الباجورى فى التوحيد جعلها الله خالصة لوجهه الكريم ونفع بها النفع العميم
كما نفع باصلها آمين وليس لي في تلك الا مجرد الجمع والنقل من كتب العلماء
الاعلام فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطاء فمن قصوري وتقصيري قال
المؤلف رحمه الله (قوله بسم الله الرحمن الرحيم ) افتتح كتابه بالبسملة
اقتداء بالكتاب العزيز وامتثالا بحديث البسملة وجريا على سنن السلف الصالح
اهـ تلخيص (قوله رب العالمين ) أي مالك السموات والارض ومن فيهن اهـ شرح
(قوله والصلاة والسلام ) وعقب الصلاة بالسلام خروجا من كراهة افراد احدهما
عن الاخر عند المتأخرين اهـ الانوار (قوله على رسول الله ) ورسول الله هنا
هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فانه صار علما بالغلبة على تلك الذات
الشريفة اهـ شرح وعبر بعلى اشارة الى تمكن الصلاة من رسول الله صلى الله
عليه وسلم تمكن المستعلي من المستعلى عليه وانما قال على رسول الله ولم يقل
على نبي الله اشارة الى ان الرسالة افضل من النبوة اهـ دق (قوله وبعد) أي
بعد البسملة والحمدلة والصلاة والسلام على رسول الله اهـ شرح (قوله الخبير)
أي العليم ببواطن الأمور اهـ شرج (قوله البصير) أي المدرك لكل موجود
برؤيته اهـ فيض القدير (قوله الباجورى) نسبة الى باجورى بلدة من بلد مصر
اهـ شرح (قوله ذو التقصير) وهذا تواضع من المصنف وهو شيخ العلماء فى الازهر
(قوله طلب) والطلب يصدق بان يكون من الاعلى او الادنى او المساوى والاول
يسمى امرا والثانى دعاء والثالث التماسا اهـ الباجورى على التقريب (قوله
الاخوان) جمع اخ فى الدين (قوله لى ولهم ) بدأ بنفسه لخبر ابى داود "كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دعا بدأ بنفسه" (قوله رسالة لطيفة) أي
صغيرة جدا (قوله على صفات المولى) أي الثابتة له تعالى (قوله واضدادها) أي
السالبة عنه تعالى (قوله وما يجوز فى حقه تعالى) وهذا هو القسم الاول من
مباحث هذا الفن الذى هو الإلهيات المبحوث فيها عما يتعلق بالإله (قوله وعلى
ما يجب فى حق الرسل وما يستحيل فى حقهم وما يجوز) وهذا هو القسم الثانى
الذى هو النبويات المبحوث فيها عما يتعلق بالانبياء عليهم الصلاة والسلام
(قوله فاجبته الى ذلك) أي كتب الرسالة اهـ شرح (قوله فقلت وبالله التوفيق)
وهو جعل الله تعالى فعل عباده موافقا لما يحبه ويرضاه اهـ الجرجانى
يجب على كل مكلف ان يعرف ما يجب فى حقه تعالى وما يستحيل وما يجوز
(قوله
يجب) وعبر بالمضارع دون الماضى وان كان الحكم قد مضى لان المضارع يدل على
الاستمرار التجددى أي المتجدد فى المستقبل وقتا بعد وقت على سبيل الدوام
والاستمرار أي عدم الانقطاع وذلك مناسب للمقام لان وجوب المذكور مستمر فى
المستقبل لاينقطع اصلا بل يتجدد بتجدد المكلفين فاذا بلغ زيد عاقلا تعلق به
او عمرو تعلق وهكذا فتجدده بتجدد المكلفين اقتضى استمراره وعدم انقطاعه
ودلالة المضارع على ذلك بالقرينة ككونه مناسبا للمقام لا بالوضع لانه موضوع
لمجرد الحدوث فى المستقبل ولو مرة واحدة اهـ الشرقاوى والمراد بالوجوب هنا
الوجوب الشرعى اهـ دق (قوله على كل مكلف) وانما عبر بلفظ كل الدالة على
الاستغراق للاشارة الى ان المطلوب المعرفة ولو بالدليل الجملى لا التفصيلى
لانه يستحيل عادة ان يقدر عليه كل احد اهـ الشرقاوى والمكلف البالغ العاقل
اهـ السنوسى ودخل فى كل مكلف الانس والجن وكذا الملائكة ان قلنا انهم
مكلفون بالايمان وقيل انهم غير مكلفين به لانه ضرورى لهم فتكليفهم به من
باب طلب تحصيل الحاصل وهو عبث اهـ دق واعلم ان الجن مكلفون من اصل الخلقة
واما الملائكة فليسوا مكلفين على التحقيق لانهم مجبولون على الطاعة وقيل
انهم مكلفون من اصل الخلقة كالجن اهـ الباجورى (قوله ان يعرف) ان حرف مصدرى
فما بعداها فى تأويل مصدر اى معرفة اهـ الباجورى وانما قال ان يعرف ولم
يقل ان يجزم اشارة الى ان المطلوب فى عقائد الايمان المعرفة اهـ ام
البراهين علم ان ما عدا المعرفة من التقليد في العقائد واحرى الظن والشك
والوهم لايكفي في الخروج عن عهدة الطلب ويكون الشخص بذلك أثما اهـ دق
والمعرفة هو ادراك جازم بحيث ليس معه تردد موافق لما فى الواقع ناشئ عن
دليل اهـ شرح فالجزم احتراز من الشك والظن والوهم فانها كلها لا تكفى فيما
طلب من المكلف ان يعتقده فى حق الله تعالى وفى حق رسله عليهم الصلاة
والسلام والموافق للحق احتراز من الجزم الذى لايوافق الحق فانه لا يسمى
معرفة بل هو جهل كجزم النصارى بالتثليث والمجوسى بإلهين اثنين وعن دليل
احتراز من الجزم الموافق للحق لا عن دليل فانه يسمى تقليدا ولايسمى معرفة
واحترز بقوله ان يعرف عن جميع ما تقدم اهـ السنوسى والمتصف بشيء من الاربعة
الاول فى شىء من العقائد الآتية كافر اتفاقا اهـ تحفة المريد وقد اختلف
فيمن قلد فى عقائد التوحيد هل يكفيه تقليده اذا كان جازما به لا تردد معه
دون عصيان او يعصى بتركه النظر اهـ الهدهدى ومن حفظ العقائد بالتقليد كغالب
العوام فالاصح انه مؤمن عاص ان قدر على النظر وغير عاص ان لم يقدر عليه
اهـ فتح المجيد لان ايجاب النظر على من لايفهمه من باب تكليف
ما لايطاق وقد رفعه الله تعالى بفضله عن هذه الامة بقوله تعالى لايكلف
الله نفسا الا وسعها اهـ ذريعة اليقين وهذا القول هو المعتمد واما الفروع
فيكفي فيها التقليد بل يجب على من ليس اهلا للاجتهاد تقليد المجتهد فيها
والفرق بين العقائد والفروع ان العقائد مطابقة لما في نفس الامر بخلاف
الفروع فانه لايشترط فيها المطابقة لما في نفس الامر لان الذي افاده
المجتهد المقلد بالفتح انما هو حكم ظني يحتمل ان يكون مطابقا لما في نفس
الامر ويحتمل ان يكون غير مطابق فأولى من قلده فيه اهـ دق والدليل
المطلوب من كل مكلف هو الدليل الجملى اهـ الهدهدى وهو المعجوز عن تفسير
الدليل بذكر مقدمتين صغرى وكبرى على الوجه المطلوب وعن دفع شبهه واما معرفة
التفصيلي وهو المقدور على تركيب الدليل وفك شبهه فهي واجبة على سبيل فرض
الكفاية فيجب في كل مسافة قصر عالم به اهـ فتح المجيد (قوله ما يجب) ما من
صيغ العموم أي جميع ما يجب لله تعالى اهـ الشرقاوي والمراد المعرفة بحسب
الطاقة البشرية فما قام عليه الدليل وجب علينا معرفته تفصيلا وما لم يقم
عليه دليل وجبت معرفته اجمالا والمراد بالوجوب هنا الوجوب العقلي وبين قوله
يجب مع قوله اولا يجب الجناس التام اهـ دق (قوله في حقه تعالى) والحق يطلق
على امور منها القول والفعل ومنها الحقيقة أي الذات وهو المناسب هنا أي ما
يجب لحقيقته تعالى أي لذاته ففي بمعنى اللام واطلاق الحقيقة عليه تعالى
جائز قال في جمع الجوامع حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق اهـ الشرقاوي
(قوله وما يستحيل وما يجوز) وحذف المصنف متعلقهما اعني في حقه تعالى للعلم
به مما قبله اهـ الشرقاوي
فيجب في حقه تعالى الوجود وضده العدم والدليل على ذلك وجود هذه المخلوقات
(قوله
الوجود) وهو التحقق والثبوت في خارج الاعيان اهـ دق ووجوده تعالى من غير
مادة ومن غير واسطة بل وجوده لذاته بمعنى انه لايفتقر الى من يوجده وذاته
اقتضت وجوده بمعنى انه لم يوجد هو نفسه اهـ الدر الفريد وهو صفة نفسية اهـ
شرح وهي مالاتعقل الذات بدونها أي مالاتعقل الذات موجودة في الخارج بدونها
اى لكونها جزأ لا لكونها لازما ذهنيا كالتحيز للجرم لا كالزوجية للاربعة
والمراد بالذات مطلق الشيء سواء كان قائما بنفسه كالجوهر اوقائما بالغير
كالعرض الا ترى ان اللون عرض قائم بغيره ومع ذلك له صفة نفسية لايمكن
انفكاكها عنه مادام موجودا وهي قيامه بالغير اهـ دق (قوله وضده) مراده
بالضد هنا الضد اللغوي اهـ لان اهل اللغة يطلقون الضد على مطلق المنافي اهـ
أي سواء كان وجوديا يمكن رؤيته بحاسة البصر كالعجز فانه صفة وجودية قائمة
بالعاجز وكالموت فانه صفة وجودية قائمة بالميت او عدميا كالعدم أي لاالضد
الاصطلاحي وهو خصوص الوصف الوجودي المقابل لمثله اهـ دق (قوله العدم)
والعدم مساو للاوجود على القول بنفي الاحوال واخص منه على القول بثبوتها
لان لاوجود يحمل على العدم وعلى الثبوت على هذا القول اهـ ذريعة (قوله
والدليل) اتبع بذكر الدليل لاجل الارتقاء عن التقليد المختلف في ايمان
صاحبه الى المعرفة المتفق على ايمان صاحبها اهـ دق اعلم ان العقائد انقسمت
الى اربعة اقسام قسم لاتبرأ ذمة المكلف فيه الا بالدليل العقلي وهى ثلاثة
عشر الوجود والقدم والبقاء والمخالفة للحودث
والقيام بالنفس والقدرة والارادة والعلم والحياة وكونه قادرا ومريدا
وعالما وحيا فلا يصح الاستدلال عليها الا بالدليل العقلي اذ لو استدل عليها
بالدليل السمعي للزم الدور وبيانه ان السمع متوقف على المعجزة وهى متوقفة
على هذه الصفات فيكون السمع متوقفا عليها ولو ثبت هذه الصفات بالسمع لتوقفت
عليه فصار كل منهما متوقفا على الاخر وهذا دور وقسم اختلف فيه وهو
الوحدانية فقيل لا تبرأ ذمة المكلف الا بالدليل العقلي وقيل
يصح الاستدلال عليها بالسمع كالعقل وقسم تبرأ ذمة المكلف بالدليل النقلي
وهى ستة السمع والبصر والكلام وكونه سميعا وبصيرا ومتكلما فهذه يصح
الاستدلال عليها بالامرين العقل والسمع والاقوى منهما الدليل السمعي وقسم
لا تبرأ ذمة المكلف فيه الا بالدليل النقلي وهى الصفات الواجبة للرسل غير
الصدق والامور المغيبات عنا مثل احوال القيامة اهـ ذريعة واعلم ان االدليل
عند المتكلمين تبعا للمناطقة مركب وعند الاصوليين مفرد فالدليل على وجوده
تعالى عند المتكلمين قولنا العالم حادث وكل حادث لابد له من محدث وعند
الاصوليين نفس العالم من حيث حدوثه اهـ الشرقاوي (قوله وجود هذه المخلوقات)
وكيفية اقامة الدليل على وجوب وجوده تعالى ان تقول العالم حادث أي موجود
بعد عدم وكل حادث له صانع واجب الوجود اهـ شرح ودليل الصغرى ان العالم
اجرام واعراض وتلك الاعراض كالحركة والسكون حادثة بدليل انك تشاهدها متغيرة
من وجود الى عدم ومن عدم الى وجود فيعلم من هذا ان الاعراض حادثة والاجرام
ملازمة للاعراض الحادثة لان الجسم لايخلو عن الحركة والسكون وكل مالازم
الحادث فهو حادث فالاجرام حادثة ايضا كالاعراض ودليل الكبرى ان العالم
لايصح ان يكون حادثا بنفسه من غير موجد يوجده لانه قبل وجوده كان وجوده
مساويا لعدمه فلما وجد وزال عدمه علمنا ان وجوده ترجح على عدمه وقد كان هذا
الوجود مساويا للعدم فلايصح ان يكون ترجح على العدم بنفسه فتعين ان له
مرجحا وهو الذي اوجده لان ترجح احد المتساويين من غير مرجح محال اهـ كفاية
العوام فثبت وجوده تعالى واذا ثبت له الوجود استحال عليه العدم الذي هو ضد
الوجود هذا هو الدليل العقلي واما كون الصانع هو الله تعالى وحده لاشريك له
فليس مستفادا من الدليل بل من الرسل عليهم الصلاة والسلام اهـ الدر الفريد
فلا يعلم ذلك الا بعد مجئ الرسل اذ لامدخل للعقل في التسمية كما في الحديث
الذي رواه الطبراني والحاكم " اتقوا الله فان الله فاتح لكم وصانع " اهـ
فتح المجيد
ويجب في حقه تعالى القدم ومعناه انه لا اول له وضده الحدوث والدليل على ذلك انه لو كان حادثا لاحتاج الى محدث وهو محال
(قوله
ويجب فى حقه تعالى القدم) الاصح انه صفة سلبية اهـ السنوسى اى نفيية اهـ
دق اى معناها سلب ونفى عن الله تعالى مالا يليق به اهـ كفاية العوام وهو
العدم السابق على الوجود اهـ دق واحترز بذلك عن السلب بمعنى المسلوب
كالشريك لله تعالى فكما يطلق السلب عن نفى امر لايليق الخ يطلق على مسلوب
عن المولى تبارك وتعالى وليس مراداهنا اهـ الشرقاوى والالزم ان يثبت له
تعالى الحدوث اهـ الباجورى فليس المراد بكونها سلبية انها مسلوبة عن الله
بل المراد انها سلبت امرا لايليق به تعالى قال الشيخ الملوى والتحقيق ان
الصفة السلبية مباينة للســالبة لان السلبية مادل لفظها على سلب نقص
مطابقـــة والسالبة مادل لفظها على سلب نقص التزاما كالقدرة وما معها من
صفات المعانى فلفظ القدرة يدل مطابقة على صفة يتأتى بها ايجاد الممكن ويدل
التزاما على سلب العجز اهـ دق وصريح كلامه ان القـدم سلبى على معنى ان
السلب داخل فى مفهومه وليس صفة ثبوتية فليس له تحقق خارجى بل هو معدوم فيه
وان كان الاتصاف به حقيقة فى الخارج والحاصل ان القدم وان كان نفى كذا او
سلب كذا لكن هذا العدم والسلب ثابت لله تعالى فليس نفى ثبوته فى نفسه يوجب
نفى ثبوته لله تعالى وحيث كان القدم ليس معنى موجودا لم يكن من صفات
المعانى فانها معان موجودة فى خارج الاعيان يمكن رؤيتها لوازيل الحجاب اهـ
دق (قوله ومعناه انه لا اول له) اى ان وجود الله تعالى لا اول له اى لم
يسبقه عدم بخلاف الحوادث فان وجودهم له اول وهو خلق النطفة التى خلقوا منها
فقد سبقهم العدم اهـ الدر الفريد وهذا معنى القدم فى حقه تعالى واما معناه
اذا اطلق فى حق الحادث كما اذا قلت مثلا هذا بناء قديم وعرجون قديم فهو
عبارة عن طول مدة وجوده وان كان حادثا مسبوقا بالعدم اهـ السنوسى فاقل زمان
يوصف فيه الحادث بالقدم حول اهـ ذريعة والقدم
بهذا المعنى على الله تعالى محال لان وجوده جل وعز لايتقيد بزمان ولا مكان
لحدوث كل منهما فلايتقيد بواحد منهما الا ما هو حادث مثلها اهـ السنوسى
والله سبحانه وتعالى قديم فوجوده تعالى قبل الزمان والمكان فلا يتقيد بهما
فلا يقال الله فى زمان او فى مكان نعم
يجوز ان يقال الله موجود قبل الزمان والمكان ومعهما وبعدهما اهـ دق
فالمراد بالقدم فى حقه تعالى القدم الذاتى وهو عدم افتتاح الوجود وان شئت
قلت هو عدم الاولية للوجود واما القدم فى حقنا فالمراد به الزمانى وهو طول
المدة وهذا مستحيل فى حقه تعالى وكذلك القدم الاضافى كقدم لأب بالنسبة
للابن فتحصل من هذا ان القدم ثلاثة اقسام ذاتى وزمانى واضافى واعلم ان لهم
فى القديم والازلى ثلاثة اقوال الاول ان القديم هو الموجود الذى لا ابتداء
لوجوده والازلى مالا اول له عدميا او وجوديا الثانى ان القديم هو القائم
بنفسه الذى لا اول له لوجوده والازلى ما لا اول له عدميا او وجوديا قائما
بنفسه اولا الثالث ان كلا منهما ما لا اول له عدميا او وجوديا قائما بنفسه
اولا وعلى هذا فهما مترادفان فعلى الاول الصفات السلبية لا توصف بالقدم
وتوصف بالازلية بخلاف الذات العلية والصفات الثبوتية فانها توصف بالقدم
والازلية وعلى الثانى الصفات مطلقا لا توصف بالقدم وتوصف بالازلية بخلاف
الذات العلية فانها توصف بكل منهما وعلى الثالث كل من الذات والصفات مطلقا
يوصف بالقدم والازلية فتدبر اهـ تحفة المريد والقول بترادف القديم والازلى
هو التحقيق اهـ الشرقاوى والقديم من اسمائه تعالى كالواجب والموجود والصانع
اهـ ذريعة (قوله وضده الحدوث) اى وجود بعد عدم اهـ الشرح (قوله والدليل
على ذلك انه لوكان حادثا لاحتاج الى محدث) اى موجد اى لان كل حادث لابد له
من محدث اهـ فتح المجيد اى لما تقدم من ان الحادث لايصح ان يكون حادثا
بنفسه لما يلزم عليه من ترجح احد الامرين المتساويين بلامرجح وهو باطل اهـ
الباجورى (قوله وهو) اى احتياجه تعالى الى محدث اهـ شرح (قوله محال) اذ
لواحتاج الى محدث لاحتاج محدثه الى محدث ايضا فلزم الدور او التسلسل وهما
محالان اى لايمكن وجودهما اهـ شرح فيكون حدوثه تعالى محالا لان كل شيء يؤدى
الى المحال محال اهـ كفاية العوام واذا استحال الحدوث على مولانا سبحانه
وتعالى وجب له القدم وهو المطلوب اهـ السنوسى وبهذا الدليل يخرج المكلف من
التقليد المختلف فى صحة ايمان المتصف به اهـ فتح المجيد وهذا الدليل اشارة
الى قياس استثنائي ذكر شرطيته وطوى الاستثنائية واقام مقامها قوله وهو محال
ويحتمل ان يكون اشارة الى قياس اقتراني مركب من شرطية وحملية اهـ دق
ويجب فى حقه تعالى البقاء ومعناه انه تعالى لا آخر له وضده الفناء والدليل على ذلك انه لو كان فانيا لكان حادثا وهو محال
(قوله
ويجب فى حقه تعالى البقاء) والحق الذى عليه المحققون انهما اى القدم
والبقاء صفتان سلبيتان اى كل منهما عبارة عن سلب معنى لايليق به تعالى وليس
لهما معنى موجود فى الخارج عن الذهن اى فى خارج الاعيان اهـ السنوسى (قوله
ومعناه انه تعالى لا آخر له) اى لايلحق وجوده عدم اهـ شرح المراد بقوله
عدم الآخرية اى الواجب عقلا وحينئذ فلايصدق بعدم آخرية الجنة والنار لانه
ليس بواجب عقلا بل هو ممكن اهـ دق فما عداه تعالى يجوز عليه العدم وان ثبت
له البقاء كالمستثنيات السبعة التى هى الجنة والنار والارواح واللوح والقلم
والعرش والكرسى فهذه ثبت لها البقاء ولم يثبت لها القدم بالاجماع والبقاء
بالنسبة للحوادث مقارنة الوجود لزمانين فاكثر فى المستقبل والباقى من
اسمائه تعالى اهـ ذريعة وعلم مما ذكرنا ان كلا من ذاته تعالى وصفاته
الوجودية والمعنوية يتصف بالقدم والبقاء بمعنى ان وجوده تعالى ووجود صفاته
الوجودية لم يسبقه عدم ولايلحقه عدم وثبوت صفاته المعنوية لم يسبقه عدم ولا
يلحقه عدم ولايقال انه يلزم على اتصاف صفاته تعالى بالقدم والبقاء قيام
المعنى بالمعنى وهو ممنوع لانا نقول قيام المعنى بالمعنى انما هو اتصاف وصف
وجودي بوجودي واما اتصاف وصف وجودي بامر سلبي فليس فيه قيام المعنى
بالمعنى بل سلب امر عن ذلك الوجودي اهـ د ق (تنبيه) علم مما تقدم ان الله
تعالى لا اول له ولا آخر له وان عدمنا فى الازل لا اول له وله آخر واما
المخلوقات فلها اول وآخر ونعيم الجنة وعذاب النار له اول ولا آخر له فكل
منهما باق لكن شرعا لا عقلا لان العقل يجوز عدمهما فالاقسام اربعة اهـ تحفة
المريد (قوله وضده الفناء) اى طرو العدم (قوله والدليل على ذلك لو كان
فانيا) اى امكن ان يلحقه العدم اهـ فتح المجيد (قوله لكان حادثا) ووجهه ان
الشيء الذى يطرأ عليه العدم ينتفى عنه القدم اهـ الدر الفريد قال فى
الجوهرة
وكل ما جاز عليه العدم عليه قطعا يستحيل القدم
لو
امكن ان يلحقه العـدم لــزم ان يكون من جملة الممكنات التي يجوز عليها
الوجود والعدم وكل ممكن لايكون وجوده الا حادثا اهـ الهدهدي (قوله وهو) اى
كونه حادثا (قوله محال) لانه قد قام الدليل على وجوب القدم له تعالى اهـ
شرح فيكون طرو العدم عليه تعالى محالا لما تقدم من ان كل شئ يؤدي الى
المحال محال واذا استحال عليه تعالى طرو العدم وجب له البقاء وهو المطلوب
ويجب
في حقه تعالى المخالفة للحوادث ومعناه انه تعالى ليس مماثلا للحوادث فليس
له يد ولا اذن ولا عين ولا غير ذلك من صفات الحوادث والدليل على ذلك انه لو
كان مماثلا للحوادث لكان حادثا وهو محال
(قوله
للحوادث) أي المخلوقات اهـ الدر الفريد انما اضاف المخالفة لله دون
الحوادث اشارة الى ارتفاع المولى واستعلائه على غيره وانه هو المخالف لغيره
فلو اضافها للحوادث لربما توهم استعلاء غيره عليه وانه هو المخالف له
تعالى لان المخالفة بحسب العادة تسند للاعلى دون الادنى فيقال خالف السلطان
الوزير دون العكس واعلم ان الممكن اعم من الحادث لان الممكن مااستوى وجوده
وعدمه وهو صادق بللممكن الموجود بعد عدم وبالممكن المعدوم فان قيل ان
المخالفة كما تجب له تعالى بالنسبة للممكن الموجود بعد عدم تجب له بالنسبة
للممكن المعدوم الذي لم يحدث فلم خص المصنف المخالفة بالممكن الموجود بعد
عدم فالجواب ان المماثلة انما تتوهم فيمن شاركه في الوجود وليس ذلك الا في
الوجود بعد عدم فلذا خص المخالفة بالحوادث أي الممكنات الموجودات بعد عدم
اهـ دق (قوله ليس مماثلا للحوادث) أي لايماثل شيئا منها لافي ذاته ولافي
صفاته ولافي افعاله اهـ الهدهدي أي ان ذاته تعالى ليست جرما كذات المخلوقات
وصفاته تعالى ليست كصفات المخلوقات حادثة مخصوصة اهـ الدر الفريد اى
مقصورة على شئ لا تتجاوزه كالبصر مقصور على الحدقة والسمع مقصور على الاذن
فيسمع بها ما قرب اهـ فتح المجيد وافعاله تعالى ليست كافعال المخلوقات
مكتسبة اهـ الدر الفريد أي واقعة بواسطة معين اذ الخلق ايجاد الشئ بلا معين
والكسب فعل شئ بمعين اهـ فتح المجيد بل هو الخالق للكائنات بلا واسطة ولا
معين واما افعال العباد فهى حادثة مخلوقة لله تعالى مكتسبة اى ليس لهم فى
افعالهم الا مجرد الكسب وهو مقارنة قدرتهم الحادثة للافعال او تعلق قدرتهم
الحادثة بها وذلك الكسب مقارن لتعلق القدرة القديمة بالفعل اهـ الهدهدي
(قوله فليس له يد الخ) فكل ماخطر ببالك من طول وعرض وقصر وسمن فالله تعالى
بخلافه تنزه الله تعالى عن جميع صفات الخلق اهـ كفاية العوام واذا قال لك
الشيطان اذا لم يكن الله في مكان كذا ولا جهة كذا فاين هو واذا لم يكن على
صورة كذا ولا على صفة كذا فكيف هو فاجبه بانه لايعرف الله الا الله اهـ سلم
النجاة (قوله المماثلة) قد تقدم ان معنى مخالفته تعالى للحوادث ان ذاته
ليست كذات الحوادث وصفاته ليست كصفات الحوادث وافعاله ليست كافعال الحوادث
فتكون المماثلة للحوادث كون ذاته وصفاته وافعاله كذات وصفات وافعال الحوادث
اهـ الشرقاوي فالمماثلة المستحيلة على هذا التفصيل اما في الذات واما في
الصفات واما في الافعال فالمماثلة في الحوادث في الذات بان يكون جرما او
يكون عرضا يقوم بالجرم او يكون في جهة للجرم او له جهة يتقيد بمكان او زمان
او يتصف بالصغر او الكبر والمماثلة للحوادث في الصفات بان تتصف ذاته
العلية بالحوادث والمماثلة للحوادث في الافعال بان يتصف بالاغراض في
الافعال والاحكام فانواع المماثلة عشرة اهـ دق فليس فعله كايجاد زيد لغرض
من الاغراض أي مصلحة تبعثه على ذلك الفعل فلا ينافي انه لحكمة والا لكان
عبثا وهو مستحيل في حقه تعالى وليس حكمه كايجاب الصلاة علينا لغرض من
الاغراض أي مصلحة تبعثه على ذلك الحكم اهـ شرح واعلم ان افعاله تعالى
واحكامه وان كانت منزهة من الغرض لكن لا تخلو عن حكمة وان لم تصل اليها
عقولنا لانها لو لم تكن لحكمة لكانت عبثا وهو محال عليه تعالى والفرق بين
الغرض والحكمة ان الغرض يكون مقصودا من الفعل او الحكم بحيث يكون باعثا
وحاملا عليه والحكمة لاتكون كذلك اهـ الباجورى (قوله والدليل على ذلك الخ)
اى والدليل على وجوب مخالفته تعالى للحوادث انه لو ماثل شيئا منها فى الذات
والصفات والافعال لكان حادثا مثلها اهـ الدر الفريد لان كل مثلين يجب لكل
واحد منهما ما وجب للآخر ويجوز عليه ما جاز على الآخر ويستحيل عليه ما
استحال عليه وقد وجب للحوادث الحدوث فلو ماثلها مولانا عز وجل لوجب له ما
وجب لها من الحدوث اهـ الهدهدى (قوله وهو محال) اى لانه قد قام الدليل على
وجوب القدم له تعالى اهـ شرح فيكون مماثلته تعالى للحوادث محالا لان كل شيء
يؤدى الى المحال محال واذا استحال المماثلة للحوادث على مولانا عز وجل وجب
له المخالفة للحوادث وهو المطلوب اهـ
ويجب
فى حقه تعالى القيام بالنفس ومعناه انه تعالى لايفتقر الى محل ولا الى
مخصص وضده الاحتياج الى المحل والمخصص والدليل على ذلك انه لواحتاج الى محل
لكان صفة وكونه صفة محال ولواحتاج الى مخصص لكان حادثا وكونه حادثا محال
(قوله
ويجب فى حقه تعالى القيام بالنفس) واعلم ان الصفات المتقدمة تتصف بها
الذات والصفات دون هذه فانها لايتصف بها الا الذات فيقال ذات الله تعالى
قائمة بنفسها اى لايفتقر الى محل ولا يصح ان تقول صفاته قائمة بنفسها اذا
الصفات لاتقوم الا بمحل اهـ الشرقاوى وقد جعل بعضهم الباء فى قوله بالنفس
باء الآلة وفيه اساءة آداب وقد تخلص الشيخ يحي الشاوى من اساءة الآداب بان
فائدة ذلك تظهر فى المقابل اى لابغيره اهـ تحفة المريد اى ان قيامه وعدم
افتقاره للمحل والمخصص امر حصل له من قبل ذاته لامن قبل غيره فليس غيره آلة
لقيامه حتى يحتاج فى قيامه وعدم افتقاره لذلك الغير اهـ دق ولكن الاولى ان
الباء للسببية لان الآلة واسطة الفعل ولا تناسب هنا والمراد من النفس هنا
الذات فانها تطلق على الذات كما هنا وتطلق على الدم كما فى قولهم ما لانفس
له سائلة لا ينجس الماء وعلى الانفة كما فى قولهم فلان ذونفس وعلى العقوبة
كما قيل منه قوله تعالى "ويحذركم الله نفسه" اى عقوبته اهـ تحفة المريد
فالمراد بالنفس هنا الذات وليس المراد بها الروح لانها محالة على الله
تعالى وفى كلامه اشارة الى جواز اطلاق النفس عليه تعالى من غير مشاكلة وهو
الحق اهـ د ق فمن الكتاب قوله تعالى "كتب ربكم على نفسه" ومن السنة قوله
صلى الله عليه وسلم "انت كما اثنيت على نفسك" اهـ الباجورى قال النسفى فان
قالت المجسمة اذا قلتم بالنفس فقد قلتم بالجسم قلنا لا يلزم من اطلاق النفس
على الذات اطلاق الجسم عليها فان قالوا نحن نقول ان الله جسم لا كالاجسام
كما انكم تقولون انه تعالى شئ لا كالاشياء قلنا اذا قلتم بالجسم فقد قلتم
بلوازمه كالمكان وهو لاتمكن فى ذات الله تعالى اهـ ذريعة (قوله ومعناه)
ولما كان القيام يطلق لغة على انتصاب القامة وعلى الاحكام اى الاتقان تقول
قام فلان بكذا بمعنى احكمه واتقنه وعلى الشدة تقول قامت الحرب اى اشتد
امرها وعلى لزوم الشىء والاعتكاف عليه وعلى الاستغناء وهو المراد هنا فسره
المصنف بقوله (انه تعالى لايفتقر الى محل) اى ذات اخرى غير ذاته العلية
فالمراد بالمحل هنا الذات التى تقوم بها الصفات لا المكان الذى تجاوره
الاجسام اهـ ذريعة لان ذلك علم من المخالفة للحوادث اهـ تحفة المريد
ولايؤخذ منها نفي كونه صفة لان الصفة القديمة مخالفة للحودث فلا يستغنى
بالمخالفة عن القيام بالنفس اهـ الشرقاوى (قوله ولا الى مخصص) اى موجد اهـ
شرح فمعنى القيام بالنفس شيئان عدم افتقاره الى المحل وعدم افتقاره الى
المخصص اهـ تحفة المريد فباستغنائه عن المحل يلزم ذاتا لاصفة لان الصفة
لابد ان تقوم بمحل وباستغنائه عن المخصص يلزم ان يكون قديما لا حادثا لانه
لا يحتاج الى المخصص الا الحادث اهـ الهدهدى وسلب الافتقار الى المحل
والمخصص يستلزم سلب جميع الافتقارات من الافتقار للوالد والولد والصاحبة
والمعين اهـ فتح المجيد فاذا القيام بالنفس هو عبارة عن الغنى المطلق أي
العام اهـ دق واعلم ان الاقسام الموجودات اربعة الاول قسم غنى عن المحل
والمخصص وهو ذات الله تعالى والثانى قسم مفتقر اليهما وهو الصفات الحادثة
والثالث قسم مفتقر الى المخصص دون المحل وهو اجرامنا والرابع قسم قائم
بالذات ولا يحتاج لمخصص وهو صفات الله تعالى ولا يجوز ان يقال فى هذا القسم
مفتقر لمحل لما فى هذا التعبير من اساءة الادب وذلك لايهام حدوث القديم
لان الافتقار فقد امر يحتاج الى حصوله فان الجائع مثلا يفتقر الى الاكل
ولان المحل يوهم الحلول وهو ملاقاة موجود لموجود كملاقاة السواد للجسم
ويسمى السواد حالا والجسم محلا والمتكلمون لايقولون ان صفات الله تعالى
اعراض ولا اطوار ولاحالة فى الذات بل قائمة بها بمعنى الاختصاص الناعت ولا
يجوز ان يقال ذاته تعالى محل لصفاته وان كان مجازا ولا ان يقال صفاته تعالى
معه ولا فيه ولا مجاورة له اهـ فتح المجيد (قوله وضده الاحتياج الخ) اى
ذات يقوم بها كما افتقر البياض للذات التى يقوم بها اهـ الدار الفريد (قوله
لكان صفة) اى كما ان البياض الذى افتقر الى الذات صفة اهـ الدر الفريد
لانه لايحتاج الى محل يقوم به الا الصفة لان الذات لاتحتاج الى ذات تقوم
بها اهـ شرح (قوله وكونه صفة محال) اى لانه تعالى متصف بالصفات والصفة
لاتتصف بالصفات اهـ الدر الفريد وكفاية العوام والمراد بتلك الصفات صفات
المعانى والمعنويةواما الصفات السلبية كالقدم والنفسية كالوجود فلاريب فى
اتصاف الصفة كالقدرة بها اهـ الباجورى فالقدرة مثلا تتصف بالقدم وغيره من
السلوب وبالوجود اهـ الشرقاوى اى والصفة لاتتصف بصفات المعانى ولا المعنوية
ومولانا عز وجل يجب اتصافه بهما فليس صفة بل هو ذات موصوف بصفة اهـ
الانوار السنية (قوله ولواحتاج الى مخصص) اى موجد يوجده اهـ شرح (قوله لكان
حادثا) اى لانه لايحتاج الى ذلك الا الحادث اذ القديم لايحتاج اليه اهـ
شرح (قوله وكونه حادثا محال) اى لانه قد قام الدليل على وجوب القدم له
تعالى فيكون احتياجه تعالى الى محل ومخصص محالا لان كل شىء يؤدى الى المحال
محال واذا استحال الاحتياج الى محل ومخصص على مولانا عز وجل وجب له القيام
بالنفس وهو المطلوب
ويجب
فى حقه تعالى الوحدانية فى الذات وفى الصفات وفى الافعال ومعنى الوحدانية
فى الذات انها ليست مركبة عن اجزاء متعددة وانه ليس هناك ذات تشبه ذاته
تعالى ومعنى الوحدانية فى الصفات انه ليس له صفتان فاكثر من جنس واحد
كقدرتين وهكذا وليس لغيره صفة تشبه صفاته تعالى ومعنى الوحدانية فى الافعال
انه ليس لغيره فعل من الافعال وضدها التعدد والدليل على ذلك انه لوكان
متعددا لم يوجد شىء من هذه المخلوقات
(قوله
ويجب فى حقه تعالى الوحدانية) وهذا آخر الصفات السلبية اهـ شيخنا بفتح
الواو وكسرها اهـ فتح المجيد والقياس كسر واوها مأخوذ من وحد يحد حدة كعدة
ولكن المسموع الفتح اهـ الشرقاوى بمعنى عدم التعدد اهـ كفاية العـوام (قوله
فى الذات وفى الصفات وفى الافعال) فاوجه الوحدانية ثلاثة وكلها واجبة
لمولانا عز وجل اهـ السنوسى (قوله انها ليست الخ) ويقال لذلك كم متصل فى
الذات اهـ شرح (قوله وانه ليس هناك الخ) ويقال له كم منفصل فى الذات اهـ
شرح فالوحدانية فى الذات نفت الكمين المتصل فى الذات والمنفصل فيها اهـ
كفاية العوام (قوله ومعنى الوحدانية فى الصفات الخ) فليس له تعالى الا قدرة
واحدة وارادة واحدة وعلم واحد اهـ كفاية العوام فليست قدرته متعددة ولا
ارادته كذلك ولا علمه فقدرته التى يوجد بها الصغير هى التى يوجد بها الكبير
وارادته التى يريد بها القليل هى التى يريد بها الكثير وعلمه الذى يعلم به
الكثير هو الذى يعلم به القليل اهـ الدر الفريد وهذا اعنى التعدد فى
الصفات يسمى كما متصلا فى الصفات اهـ كفاية العوام (قوله وليس لغيره الخ)
فليس لاحد قدرة كقدرته تعالى ولا ارادة كارادته تعالى الى آخر الصفات اهـ
الدر الفريد اشار بذلك الى انه لايضر مجرد الموافقة فى التسمية كأن يكون
لغير الله قدرة وارادة وانما الذى يضر ان يكون لاحد صفة تشبه صفته تعالى
اهـ الباجورى ويقال له كم منفصل فى الصفات اهـ شرح فالوحدة فى الصفات نفت
الكم المتصل والمنفصل فيها اهـ كفاية العوام (قوله ومعنى الوحدانية فى
الافعال الخ) فليس لاحد من المخلوقات فعل من الافعال سواء كات اختيارية او
اضطرارية وانما له فى الفعل الاختيارى مجرد الكسب اهـ الدر الفريد ولاتفسر
الوحدة فى الافعال بقوله ليس لغير الله فعل كفعله لانه يقتضى انه لغير الله
فعل لكنه ليس كفعل الله وهو باطل بل هو الله تعالى الخالق للافعال كلها
فالذى وقع منك من حركة يدك عند ضرب زيد مثلا بخلق الله تعالى قال الله
تعالى "والله خلقكم وما تعملون" وكون غير الله له فعل يسمى كما منفصلا فى
الافعال اهـ كفاية العوام والحاصل ان الوحدانية الشاملة لوحدة الذات ووحدة
الصفات ووحدة الافعال تنفى كموما خمسة اهـ شرح قال بعضهم ولا يتصور فى
الافعال كم متصل وليس كماقال بل يتصور فيها الكم المتصل ومعناه ان يكون لله
تعالى شريك معاون فى فعل من الافعال فهذا منتف عنه تعالى ايضا اهـ الدر
الفريد والحاصل ان الكموم ستة وكلها منفية بالوحدانية اهـ فتح المجيد
والحاصل ان الكم ما قبل القسمة لذاته ثم ان كان لاجزائه المفروضة حد مشترك
فهو المتصل وهو اما قار الذات اى مجتمع الاجزاء فى الوجود اولا الثانى
الزمان والاول المقادير العارضة للجسم الطبيعى وان لم يكن لاجزائه حد مشترك
فهو الكم المنفصل كالعدد ثم اعلم ان قولهم لنفى الكم المنفصل يراد به نفى
ما حصل به الكم وهو الثانى مثلا لا نفى الكم من اصله لشموله للحق سبحانه
وتعالى اهـ د ق اى لان المراد بالكم المنفصل العدد المتحصل من الشىء ونظيره
فنفى الكم المنفصل فى الذات هو نفى الشريك له وهو الثانى له فى الالوهية
والشريك هو الذى حصل به الكم اهـ فتح المجيد (قوله وضدها التعدد) اى بمعنى
التركيب فى الذات او الصفات او وجود نظير فى الذات او الصفات او الافعال
اهـ كفاية العوام فقوله التركيب فى الذات اشارة الى الكم المتصل فى الذات
وقوله او الصفات اى او التركيب فى الصفات اشارة الى الكم المتصل فى الصفات
وقوله او وجود نظيره اشارة الى الكم المنفصل فى الذات والصفات والافعال اهـ
الباجورى (قوله والدليل على ذلك الخ) اى بان كانت ذاته مركبة من اجزاء او
كان لها نظير او كانت صفاته متعددة او اتصفت ذات بمثل صفاتها او كان ثم
موجد سواها اهـ د ق فهذا الدليل لوجوب الوحدانية فى الذات بقسميها اعنى عدم
الكم المتصل فيها وعدم الكم المنفصل فيها ولوجوب الوحدانية فى الصفات كذلك
ولوجوب الوحدانية فى الافعال وهى قسم واحد اعنى عدم ان يكون لمخلوق فعل من
الافعال اى عدم الكم المنفصل فيها اهـ الباجورى (قوله لم يوجد شىء الخ)
لكن عدم وجود شىء من المخلوقات بين البطلان لانه موجود بالمشاهدة فيكون
التعدد عليه تعالى باطلا لان كل شىء يؤدى الى البطلان باطل واذا بطل التعدد
وجب له تعالى الوحدانية وهو المطلوب وانما لزم من التعدد عدم وجود شىء من
هذه المخلوقات لانه لو كانت ذاته مركبة من اجزاء فاما ان تقوم صفات
الالوهية بكل جزء او بالبعض دون البعض الآخر او بالمجموع وعلى كل يلزم عدم
وجود شىء من العالم اما الاول فلان كل جزء يكون الَها فيلزم التمانع كما فى
تعدد الالهين الآتى وذلك مؤد للعجز المستلزم لعدم وجود شىء من العالم واما
الثانى فلانه لا اولوية لبعض الاجزاء على بعض وحينئذ فلاتقوم به اوصاف
الالوهية وذلك يستلزم عجز جميعها المستلزم لمامر واما الثالث فلانه يلزم
منه عجز كل جزء على الانفراد وعجزه يوجب عجز سائر الاجزاء وذلك يؤدى عجز
المجموع المستلزم لمامر وايضا يلزم عليه انقسام مالاينقسم من الصفات وهو
محال وكذلك لوكان له تعالى شريك فى الالوهية فاما ان يتفقا واما ان يختلفا
وعلى كل يلزم عدم وجود شىء من العالم اما الاول فلانه يلزم اجتماع مؤثرين
على اثر واحد ان اوجداه معا من غير معاونة وعجزهما ان اوجداه معا معها
وتحصيل الحاصل ان اوجداه مرتبا والترجيح بلامرجح ان اوجد احدهما البعض
والآخر البعض وكل منها محال وهذا يقال له برهان التوارد لتواردهما على شىء
واحد واما الثانى فلانه يلـزم اجتماع النقيضين ان نفذ مرادهما وعجزهما ان
لم ينفذ مراد واحد منهما وكذا ان نفذ مراد احدهما دون الآخر لان الذى لم
ينفذ مراده عاجز بلاريب ويلزم منه عجز من نفذ مراده للمماثلة للآخر العاجز
وكل منهما محال ويقال لهذا برهان التمانع ويقال له برهان التطارد لتمانعهما
وتخالفهما وكذا لوكان له تعالى صفتان فاكثر من جنس واحد او كان لغيره صفة
تشابه صفته تعالى للزم ماسبق فيما لوكان هناك الهان اهـ النقل والجمع من
الشروح والحواشى وكذا لو كان لغيره تعالى تأثير فى فعل من الافعال على
انفراده فان قدرت الشىء مؤثرا بطبعه لزم ان يستغنى ذلك الآثر عن مولانا عز
وجل كيف وهو الذى يفتقر اليه كل ما سواه وان قدرته مؤثرا بقوة جعلها الله
فيه كما يزعمه كثير من عوام المؤمنين فذلك باطل ايضا لانه يصير مولانا عز
وجل حينئذ مفتقرا فى ايجاد بعض الافعال الى واسطة والحال انه تعالى له
الغنى المطلق عن كل ما سواه وصاحب هذا الاعتقاد ليس كافرا بل فاسق ويقرب من
هذا اعتقاد المعتزلة ان العبد يخلق افعال نفسه الاختيارية بقوة جعلها الله
فيه فهؤلاء فسقة والحاصل ان من اعتقد ان الاسباب العادية كالنار والسكين
والاكل والشرب تؤثر فى مسبباتها كالحرق والقطع والشبع والرى بذاتها فهو
كافر بالاجماع او بقوة جعلها الله فيها ففى كفره قولان والاصح انه ليس
بكافر بل فاسق مبتدع ومثل القائلين بذلك المعتزلة القائلون بان العبد يخلق
افعال نفسه الاختيارية بقوة خلقها فيه فالاصح عدم كفرهم لاقرارهم بان قدرة
العبد على ذلك من الله تعالى ومن اعتقد ان المؤثر هو الله تعالى لكن جعل
بين الاسباب ومسبباتها تلازما عقليا بحيث لايصح تأخرها فمتى وجد السبب فهو
جاهل ومن اعتقد ان المؤثر هو الله وان بين الاسباب ومسبباتها تلازما عاديا
بحيث يصح تأخرها فهو المؤمن الناجى ان شاء الله تعالى فالاقسام اربعة واعلم
ان بحث الوحدانية اشرف مباحث هذا الفن ولذلك كثر التنبيه عليه فى القرآن
العظيم وهذه الصفات الست الاولى منها وهى الوجود تسمى نفسية لانها لاتدل
على معنى زائد على نفس الذات والخمسة بعدها تسمى سلبية لانها دلت على سلب
ما لايليق به تعالى والصفات السلبية لا تنحصر على الصحيح لان النقائص
لانهاية لها وكلها منفية عليه تعالى وهذه الخمسة اصولها اهـ شرح
ويجب
فى حقه تعالى القدرة وهى صفة قديمة قائمة بذاته تعالى يوجد بها ويعدم
وضدها العجز والدليل على ذلك انه لو كان عاجزا لم يوجد شىء من هذه
المخلوقات
(قوله
ويجب فى حقه تعالى القدرة) اى ثم بعد تحقق وجوده وتنزيهه عما لايليق به
يجب له سبع صفات تسمى صفات المعانى اهـ الهدهدى وتسمى ايضا الصفات الذاتية
لانها لا تنفك عن الذات ولذلك يقال لها لا هى هو ولا هى غيره وتسمى ايضا
الصفات الوجودية لانها متحققة باعتبار نفسها حتى لو كشف الحجاب لرؤيت اهـ
ذريعة مرادهم بصفات المعانى الصفات التى هى موجودة فى نفسها اهـ ام
البراهين وقوله موجودة اى خارجا بحيث يمكن رؤيتها لو كشف عنا الحجاب اهـ
الشرقاوى وقوله فى نفسها اى موجودة فى الخارج باعتبار ذاتها لا بالتبع
بالغير كما فى المعنوية فان ثبوتها بالتبع بالمعانى اهـ د ق وقال الهدهدى
وهى كل صفة موجودة قائمة بموجود اوجبت له حكما اهـ وقوله اوجبت له حكما اى
وهى المعنوية اهـ الشرقاوى (قوله وهى صفة قديمة قائمة بذاته تعالى) معنى
قيامها بها اتصاف ذاته تعالى بها او تحقق وجودها به تعالى فليس المراد
بالقيام قيام الحال بالمحل كقيام البياض بالجسم لان ذلك من خواص الحوادث
ومعنى تحقق وجودها به انه ليس لوجودها ثبوت وتحقق الا به تعالى فليس وجودها
بالاستقلال وهكذا يقال فى جميع صفات المعانى اهـ فتح لمجيد
(قوله يوجد بها ويعدم) اى يتأتى بها ايجاد كل ممكن واعدامه على وفق
الارادة اهـ الهدهدى وفيه اشارة الى ان تعلق القدرة تابع لتعلق الارادة فهو
على طبقه اهـ الباجورى كما ان تعلق الارادة تابع لتعلق العلم واعلم ان ذلك
الترتيب انما هو بحسب التعقل فقط اما فى نفس الامر فلا ترتيب بين صفاته
تعالى ولا بين تعلقاتها اهـ الشرقاوى وقوله بها اشارة الى ان المؤثر هو
الله تعالى لا تلك الصفة فان الفاعل هو الموصوف بالصفات كما ان المعبود هو
الموصوف لاالصفات والمعبود هو المسمى لا الاسم فمن عبد الصفات كفر او
الصفات والذات كفر ايضا اهـ فتح المجيد فلاتأثير للقدرة فى الممكن وانما
التأثير لذاته تعالى والقدرة سبب فى التأثير فمن اعتقد ان القدرة تؤثر فى
الممكن بنفسها او هى مع الذات كفر والعياذ بالله تعالى ومن ذلك تعلم تحريم
قول العامة القدرة تتصرف لايهامه انها تتصرف بنفسها لا انها سبب فى التصرف
ومحل حرمة هذا القول مالم يقصد اسناد الفعل لها أي حيث لم يقصدوا انها
فعالة بنفسها بان اطلقوا او قصدوا انها فعالة بذات الله تعالى والا فيكفر
اهـ الدر الفريد والشرقاوى وقوله ايجاد كل ممكن فيه اشارة الى انها لا
تتعلق بالواجب لما يلزم عليه من تحصيل الحاصل ان تعلقت بوجوده او قلب
الحقائق ان تعلقت بعدمه ولا بمستحيل لعكس ما ذكر اهـ الشرقاوى فلاتتعلق
بالواجبات كذاته تعالى وصفاته ولا بالمستحيلات كالشريك له تعالى لان شأن
القدرة الايجاد والاعدام وذاته موجودة وصفاته كذلك وايجاد الموجود محال لما
فيه من تحصيل الحاصل فلاتتعلق بوجوده تعالى ولا باعدامه لان اعدامه تعالى
مستحيل لما يلزم عليه من الفساد وهو قلب الحقائق والمستحيل كشريك البارى
معدوم فلا يمكن اعدامه لما يلزم من تحصيل الحاصل ولا ايجاده لما يلزم عليه
من قلب الحقائق فاذا قال لك قائل هل الله قادر على ان يتخد شريكا او زوجة
او ولدا فلا تقل له هو قادر على ذلك لان ذلك مستحيل والقدرة لاتتعلق به ولا
تقل ليس بقادر لانك تثبت له العجز والعجز عليه تعالى محال وانما تقول هذا
مستحيل وقدرته تعالى لاتتعلق بالمستحيل فتنبه لذلك فقدرته لاتتعلق الا
بالممكنات لابالواجبات لا بالمستحيلات اهـ الدر الفريد مع شرحه ولا عجز فى
عدم تعلقها بهما بل لوتعلقت بهما لزم الفساد لانه يلزم عليه جواز تعلقها
باعدام نفسها اى القدرة بل وباعدام الذات العلية وباثبات الالوهية لمن
لايقبلها من الحوادث وسلبها عمن تجب له وهو الله تعالى واى فساد اعظم من
هذا اهـ الشرقاوى وفتح المجيد فتعلق اى القدرة بالمعدوم فتكون سببا فى
ايجاده سواء كان عدما اصليا او عارضا كتعلقها بك قبل وجودك فتصير بها
موجودا وتعلقها بنا حين البعث وبالموجود فتكون سببا فى اعدامه كتعلقها
بالجسم الذى اراد الله اعدامه فيصير بها معدوما اى لاشىء اهـ فتح المجيد
وهذا اى ما تقدم من ان القدرة تتعلق بالايجاد والاعدام هو المختار ومقابله
ما لامام الحرمين من انها لاتتعلق الا بالايجاد لا بالاعدام اهـ الشرقاوى
فعدم الحوادث واقع بنفسه لا بقدرة اهـ د ق فاذا اراد الله عدم شخص منع عنه
الامدادات التى هى سبب فى بقائه اهـ كفاية العوام اى الامور التى امده بها
وهى الاعرض الممسكة اهـ الباجورى فاذا اراد الله تعالى عدمه امسك عنه هذه
الاعراض فينعدم لوقته وجوبا والقدرة لاتتعلق بالواجب ونظير ذلك خيط الفتيلة
مع الزيت فالجوهر بمنزلة الخيط والاعراض بمنزلة الزيت فانه اذا فرغ طفئت
الفتيلة بنفسها ولا تحتاج الى ان يطفئها احد اهـ الشرقاوى ولها سبع تعلقات
واحد صلوحى قديم وهو صلاحيتها فى الازل للايجاد والاعدام بها فى وقت
الامكان وثلاثة تنجيزية حادثة وهى تعلقها بايجاد الممكن بعد عدمه السابق
وتعلقها باعدامه بعد وجوده وتعلقها بايجاده للبعث من القبر وثلاثة تعلقات
قبضية وهى تعلقها باستمرار عدم الممكن وقت امكان الوجود قبل وجوده وتعلقها
باستمراروجوده بعد العدم وتعلقها باستمرار عدمه بعد الوجود فهذه التعلقات
الثلاثة يقال لها تعلقات قبضية بمعنى ان الممكن فى القبضة فان شاء ابقاه
على حاله من العدم او الوجود وان شاء ابدله بضده اهـ ومعنى كونه اى التعلق
تنجيزيا انه تعلق بالفعل اى بالتحقق لا انه صالح للايجاد والاعدام فقط
والمراد بكون التعلق حادثا انه موجود بعد عدم اهـ فتح المجيد لا يقال يلزم
على حدوثه ان الذات العلية محل للحوادث وهو محال لما يلزم عليه من حدوثها
اذ محل الحادث حادث لانا نقول ان التعلق من الامور الاعتبارية وهى ليست
بصفة حقيقة حتى يلزم ذلك اهـ الباجورى واعلم ان حقيقة التعلق طلب الصفة اى
اقتضاؤها واستلزامها امرا زائدا على قيامه بمحلها وهذا حقيقة فى التعلق
بالفعل وهو التنجيزى واما اطلاق التعلق على صلاحية الصفة فى الازل لشىء او
على كون الشىء فى القبضة فهو مجاز اذ هذا ليس تعلقا حقيقة اهـ دق (قوله
وضدها العجز) وهو صفة وجودية لا يتأتى معها ايجاد ولا اعدام وهذا مذهب
الجمهور وقال ابو هاشم الجبائى والفخر تبعا للفلاسفة العجز عدم القدرة عما
من شأنه ان يكون قادرا فالعمود لا يقال عاجز اهـ دق فكون العجز امرا عدميا
مذهب المعتزلة تبعا للفلاسفة وكونه وجوديا مذهب اهل السنة وهو التحقيق اهـ
الشرقاوى (قوله لم يوجد شئ من هذه المخلوقات) أي وعدم وجود شىء منها محال
اى بين البطلان لما يخالفه الحس والعيان فيكون العجز عليه تعالى محالا لان
كل شىء يؤدى الى المحال محال واذا استحال عليه العجز وجب له تعالى القدرة
وهو المطلوب
ويجب
فى حقه تعالى الارادة وهى صفة قديمة قائمة بذاته تعالى يخصص بها الممكن
بالوجود او بالعدم او بالغنى او بالفقر او بالعلم او بالجهل الى غير ذلك
وضدها الكراهة والدليل على ذلك انه لو كان كارها لكان عاجزا وكونه عاجزا
محال
(قوله
ويجب فى حقه تعالى الارادة) ويرادفها المشيئة اهـ شرح (قوله وهى صفة) اى
موجودة اهـ شرح اى خارجا بحيث تمكن رؤيتها لو كشف عنا الحجاب احتراز عن
السلبية والمعنوية اهـ فتح المجيد (قوله يخصص بها الممكن) اى ببعض ما يجوز
عليه اهـ شرح (قوله بالوجود او بالعدم الخ) اى من الممكنات المتقابلات وهى
الوجود والعدم والصفات والمقادير والازمنة والامكنة والجهات اشار لها بعضهم
بقوله
الممكنات المتقابلات وجودنا والعدم الصفات
ازمنة امكنة جهات كذا المقادير روى الثقات
واعلم
ان ارادته تعالى سابقة فى التعقل على قدرته تعالى وذلك لان ارادته تعالى
فى تعقلنا تتعلق بالشىء فتخصصه ببعض الصفات التى تجوز عليه وبعد ذلك تؤثر
فيه القدرة على تلك الحالة لكن هذا بالنظر لتعقلنا اما بالنظر لصفاته تعالى
فلا يقال ذلك لانه لاترتيب فى صفاته تعالى فى التأثير وفى الخارج فلا يقال
تعلقت الارادة ثم القدرة لان هذا من صفات الحوادث اهـ الدار الفريد وتتعلق
الارادة بكل ممكن كالقدرة لكن تعلق القدرة تعلق ايجاد واعدام وتعلق
الارادة تعلق تخصيص فلا تتعلق بالواجب ولا بالمستحيل وشمل الممكن الخير
والشر فلا يكون فى الكون شىء من خير او شر الا بارادته تعالى ولكن يجب
علينا الأدب مع الله تعالى بان لا ننسب الشرور اليه تعالى الا فى مقام
التعليم كنسبة خلق الامور الخسيسة اليه تعالى فلا يجوز ان يقال فى غير مقام
التعليم الله خالق القردة والخنازير اهـ شرح واعلم ان الارادة لها تعلقان
صلوحى قديم وهو صلوحية تخصيصها الشىء الممكن فى الازل بجميع ما يجوز عليه
فزيد الطويل كان يجوز ان يكون على غير ما هو عليه باعتبار صلاحية الارادة
فهى صالحة لان تخصص زيدا بكونه سلطانا وبكونه زبالا باعتبار هذا التعلق
وتعلق تنجيزى قديم وهو تخصيصها ازلا الممكن بالصفة التى يكون عليها فيما
لايزال من وجود او عدم وبياض او سواد اى تخصيصها الممكن فى الازل باحد
الامرين فقط بدلا عن مقابله اهـ الدر الفريد وليس للارادة تعلق تنجيزى حادث
وانما هو استمرار للتعلق التنجيزى القديم فليس تخصيصا آخر اهـ فتح المجيد
(قوله وضدها الكراهة) بمعنى عدم الارادة اهـ شرح انما فسر الكراهة بما ذكر
لاجل ان يحترز من الكراهة الشرعية ولدفع ما يقال ان الكراهة انما تقابل
الارادة اذا كانت بمعنى الميل والشهوة والارادة بهذا المعنى انما تكون فى
حق الحوادث واما فى حق الله تعالى فهى بمعنى القصد وهى بهذا المعنى لا
تقابلها الكراهة وحاصل الدفع ان المراد بالكراهة عدم الارادة لا بغض الشئ
اهـ دق (قوله لكان كارها) اى عادم الارادة اهـ شرح (قوله لكان عاجزا) اذ لو
كان كارها اى عادم الارادة لما كان له قدرة لانها فرع عن الارادة فى
التعقل ولو انتفت عنه القدرة لكان عاجزا (قوله وكونه عاجزا محال) اى لانه
قد قام الدليل على وجوب القدرة له تعالى فيكون الكراهة عليه تعالى محالا
لان كل شىء يؤدى الى المحال محال واذا استحال عليه تعالى الكراهة وجب له
تعالى الارادة وهو المطلوب
ويجب
فى حقه تعالى العلم وهو صفة قديمة قائمة بذاته تعالى يعلم بها الاشياء
وضدها الجهل والدليل على ذلك انه لو كان جاهلا لم يكن مريدا وهو محال
(قوله
ويجب فى حقه تعالى العلم) واعلم انهم اختلفوا فى العلم هل يحد اولا فقيل
لايحد لعسره وقيل لايحد لانه ضرورى فلاحاجة لحده وقيل يحد ولهم فيه حدود
كثيرة اهـ الشرقاوى وليس علمه تعالى تصوريا ولا نظريا لتوقفهما على حصول
مالم يكن حاصلا وهذا محال فى حقه تعالى بل علمه تعالى حضوري اهـ دق (قوله
وهو صفة) اى موجودة (قوله الاشياء) اى من الواجبات والجائزات والمستحيلات
اهـ شرح فتتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات فيعلم ذاته تعالى وصفاته
بعلمه ويعلم الموجودات كلها والمعدومات كلها ويعلم المستحيلات بمعنى انه
يعلم ان الشريك مستحيل عليه تعالى ويعلم انه لو وجد لترتب عليه فساد اهـ
كفاية العوام وانما تعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات لانه ليس من صفات
التأثير اهـ الهدهدى اى بخلاف القدرة والارادة فانهما صفتا تأثير فلا
يتعلقان الا بالممكن لا بالواجب ولا بالمستحيل اهـ الشرقاوى وله تعلق
تنجيزى قديم فقط اهـ كفاية العوام فليس له تعلق صلوحى قديم ولا تنجيزىحادث
والا لزم الجهل لان الصالح لان يعلم ليس بعالم والتنجيزى الحادث يستلزم سبق
الجهل وعلم الشىء قبل وجوده على وجه انه سيكون تنجيزى قديم اهـ فتح المجيد
(قوله وضدها الجهل) سواء كان بسيطا وهو عدم العلم بالشىء عما من شأنه
العلم به وذلك بان لا يدرك الشىء اصلا لا على ما هو به ولا على خلاف ما هو
به او مركبا وهو ادراك الشىء على خلاف ما هو عليه فى الواقع وانما سموا
مركبا لاستلزامه الجهلين وهما الجهل بالشىء اى عدم ادراكه والجهل بانه جاهل
مثلا اعتقاد الفلاسفة قدم العالم جهل مركب مستلزم لجهلين عدم ادراكهم لما
ثبت للعالم فى الواقع ولجهلهم بانهم جاهلون لذلك اى مخطئون فى اعتقادهم اهـ
دق (قوله والدليل على ذلك الخ) اى لم يكن له تعالى ارادة اى لانها فرع عن
العلم فى التعقل (قوله وهو محال) اى لانه قد قام الدليل على وجوب الارادة
له تعالى فيكون الجهل عليه تعالى محالا لان كل شىء يؤدى الى المحال محال
واذا استحل عليه تعالى الجهل وجب له تعالى العلم وهو المطلوب
ويجب
فى حقه تعالى الحياة وهى صفة قديمة قائمة بذاته تعالى تصحح له ان يتصف
بالعلم وغيره من الصفات وضدها الموت والدليل على ذلك انه لو كان ميتا لم
يكن قادرا ولا مريدا ولا عالما وهو محال
(قوله
صفة) اى وجودية (قوله تصحح له) بضم التاء اى تجوز جوازا عقليا اهـ فتح
المجيد والتجويز عدم الاستحالة اى انه عند وجود الحياة لايستحيل الاتصاف
اهـ دق (قوله بالعلم وغيره من الصفات) اى صفات المعانى كالقدرة والارادة
والسمع والبصر والكلام اهـ شرح وحياته تعالى ليست بروح بل حياته لذاته من
غير واسطة شىء زائد عليها كالروح فلذا لايعتريه الموت بخلاف حياة الحوادث
فانها بشىء زائد على ذاتها وهو الروح فلذا يعتريها الموت اهـ الدر الفريد
والحياة ليست ملزومة للروح عقلا بل يجتمعان عادة ويصح افتراقهما فقد خلق
الله تعالى الحياة فى كثير من الجمادات معجزة او كرامة من غير ثبوت ارواح
لها كتسليم الشجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ ذريعة وهى اى
الحياة لاتتعلق بشىء موجود او معدوم اهـ كفاية العوام اى لانها لاتطلب امرا
زائدا على قيامها بمحلها اهـ الهدهدى والصفة المتعلقة هى التى تقتضى امرا
زائدا على ذلك اهـ السنوسى (قوله وضدها الموت) هو عند اهل السنة صفة وجودية
قائمة بالميت يمكن رؤيتها تمنع اتصافه بالادراك وقيل ان الموت عدم الحياة
عما من شأنه ان يكون حيا وقيل ان الموت عدم الحياة مطلقا فالجماد يوصف
بالموت على هذا القول دون القولين اهـ دق (قوله لو لم يكن الخ) اذ لايصح
الاتصاف بالقدرة والارادة والعلم الا مع الاتصاف بالحياة اهـ الانوار
السنية (قوله وهو) اى عدم اتصافه تعالى بالقدرة والارادة والعلم اهـ شرح
(قوله محال) لانه قد قام الدليل على وجوب القدرة والارادة والعلم له تعالى
فيكون الموت عليه تعالى محالا لان كل شىء يؤدى الى المحال محال واذا استحال
عليه تعالى الموت وجب له تعالى الحياة وهو المطلوب
ويجب
فى حقه تعالى السمع والبصر وهما صفتان قديمتان قائمتان بذاته تعالى ينكشف
بهما الموجود وضدهما الصمم والعمى والدليل على ذلك قوله تعالى وهو السميع
البصير
(قوله
ويجب فى حقه تعالى السمع والبصر) انما جمعهما المتكلمون لعدم معرفة ما
يميز كلا منهما عن الآخر اهـ الباجورى (قوله وهما صفتان) اى موجودتان (قوله
قديمتان قائمتان الخ) فهما يتعلقان بكل موجود واجبا كان كذاته وصفاته
الوجودية اوحادثا كجميع المخلوقات ولا يتعلقان بالمعدوم ولا بالمحال اهـ
الشرقاوى فالسمع والبصر يتعلقان بذاته تعالى وصفاته وزيد وعمر والحائط يسمع
الله تعالى ذواتها ويبصرها ويسمع صوت صاحب الصوت ويبصره اى الصوت فان قلت
سماع الصوت ظاهر واما سماع ذات زيد وذات الحائط فغير ظاهر وكذلك تعلق البصر
بالاصوات لان الاصوات تسمع فقط قلنا يجب علينا الايمان بانهما متعلقان بكل
موجود واما كيفية التعلق فهى مجهولة لنا اهـ كفاية العوام وتعلقهما تعلق
انكشاف كتعلق العلم ويجب علينا ان نعتقد ان الانكشاف الحاصل بالسمع غير
الانكشاف بالبصر وان الانكشاف الحاصل بكل منهما غير الانكشاف الحاصل بالعلم
وان لكل من الانكشافات الثلاثة حقيقة يفوض علمها الى الله تعالى وليس
الامر على مانعهده من ان البصر يفيد بالمشاهدة وضوحا فوق العلم بل جميع
صفاته تعالى تامة كاملة يستحيل عليها الخفاء والزيادة والنقص الى غير ذلك
واعلم ان للسمع والبصر ثلاث تعلقات تنجيزيا قديما وهو التعلق بذات الله
تعالى وصفاته وصلاحيا قديما وهو التعلق بنا قبل وجودنا وتنجيزيا حادثا وهو
التعلق بنا بعد وجودنا اهـ شرح (قوله الصمم) وهو عند اهل السنة صفة وجودية
تمنع من السمع وعند المعتزلة عدم السمع عما من شأنه السمع اهـ دق (قوله
والعمى) وهو عند اهل السنة صفة وجودية تمنع من الابصار وعند المعتزلة عدم
البصر عما من شأنه ان يكون بصيرا اهـ دق (قوله والدليل على ذلك الخ) وايضا
لو لم يتصف سبحانه وتعالى بالسمع والبصر لزم ان يتصف بالصمم والعمى لكن
اتصافه بهما باطل لانهما صفتا نقص والنقص عليه تعالى محال اهـ شرح فيكون
الصمم والعمى عليه تعالى محالا لان كل شىء يؤدى الى المحال محال واذا
استحال عليه تعالى الصمم والعمى وجب له تعالى السمع والبصر
ويجب
فى حقه تعالى الكلام وهو صفة قديمة قائمة بذاته تعالى لسيت بحرف ولاصوت
وضدها البكم وهو الخرس والدليل على ذلك قوله تعالى "وكلم الله موسى تكليما"
(قوله
الكلام) وهو آخر صفات المعانى اهـ الهدهدى (قوله ليست بحرف ولا صوت) لان
ذلك من صفات الكلام الحادث وكلامه تعالى قديم وليس المراد بالكلام الذى هو
صفة له تعالى قائمة بذاته تعالى الالفاظ الشريفة التى انزلت على سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم التى هى القرآن لانه حادث والصفة القائمـة بذاته تعالى
قديمة واعلم ان كلامـــه تعالى يطلق بالاشتراك على شيئين فيطلق على الصفة
القديمة القائمة بذاته تعالى وهذا قديم ويطلق على اللفظ المنزل على سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم ويسمى القرآن وهذا الاطلاق حقيقى لامجازى فمن قال
ان هذه السورة ليست من كلام الله يكفر وكلام الله بالمعنى الآخير وهو اللفظ
المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حادث خلق الله تعالى فى اللوح
المحفوظ اهـ الدر الفريد ومع كون اللفظ الذى نقرؤه حادثا لايجوز ان يقال
القرآن حادث الا فى مقام التعليم لانه يطلق على الصفة القائمة بذاته تعالى
ايضا فربما يتوهم من اطلاق ان القرآن حادث ان الصفة بذاته تعالى حادث اهـ
الباجورى اتفق السلف على تحريم القول بخلق القرآن مرادا به اللفظ المنزل
على رسول الله صلى الله عليه وسلم الا فى مقام البيان والتعليم لئلا يتوهم
حدوث الصفة القائمة بذاته تعالى ومن قال بخلق كلام الله القائم بذاته يكفر
ومن قال بخلق القرآن يفسق من غير كفر اهـ فتح المجيد وليست هذه الالفاظ
الشريفة دالة على الصفة القديمة القائمة بذاته تعالى تفهم من تلك الالفاظ
الشريفة وانما تلك الالفاظ لها معنى والصفة القديمة القائمة بذاته تعالى
تدل على معنى ومعنى تلك الالفاظ مساو لمعنى الصفة القديمة القائمة بذاته
تعالى فتنبه لذلك فانه يغلط فيه كثير من الناس اهـ الدر الفريد والتحقيق ان
مدلول الالفاظ التى نقرؤها بعض مدلول الصفة القديمة لان الصفة تدل على
جميع الواجبات والمستحيلات والجائزات والالفاظ التى نقرؤها تدل على بعض ذلك
اهـ شرح والكلام يتعلق بما يتعلق به العلم من الواجب والجائز والمستحيل
لكن تعلق العلم بها تعلق انكشاف بمعنى انها منكشفة له تعالى بعلمه وتعلق
الكلام بها تعلق دلالة بمعنى انه لو كشف عنا الحجاب وسمعنا الكلام القديم
لفهمناها منه اهـ كفاية العوام فالواجبات كذاته تعالى وصفاته تعالى ومعنى
تعلقه بذاته انه اى الكلام يثبت لها الكمال وينفى عنها النقص قال تعالى
"والله بكل شىء عليم" ليس كمثله شىء وهو السميع البصير" ومعنى تعلقه
بالمستحيلات انه اى الكلام يخبر بنفيها وذلك كالصاحبة والولد قال تعالى
"ولم تكن له صاحبة" اى زوجة وقال تعالى "سبحانه ان يكون له ولد" وقال تعالى
ولم يكن له شريك فى الملك" ومعنى تعلقه بالجائزات انه اى الكلام يخبر بانه
اى الله تعالى قادر على ايجادها واعدامها مثلا قال تعالى "ان الله على كل
شىء قدير" اهـ الدر الفريد وقوله الكلام يتعلق اى تعلقا تنجيزيا قديما الا
الامر والنهى عند الاشاعرة فان لهما تعلقين صلوحى قديم وهو تعلقهما
بالمكلفين قبل وجودهم وتنجيزى حادث وهو تعلقهما بهم بعد وجودهم بصفات
التكليف اهـ الشرقاوى وحاصل صفات المعانى انها تنقسم الى اربعة اقسام قسم
لايتعلق بشىء وهو الحياة وقسم يتعلق بالممكنات فقط وهو اثنان القدرة
والارادة وقسم يتعلق بجميع الموجودات وهو اثنان السمع والبصر وقسم يتعلق
بجميع اقسام الحكم العقلى وهو العلم والكلام اهـ السنوسى (قوله وضدها البكم
وهو الخرس) بفتح الخاء المعجمة والراء اهـ فتح المجيد (قوله وكلم الله
موسى تكليما) اى ازال عنه الحجاب واسمعه الكلام القديم ثم اعاد عليه الحجاب
اهـ شرح وكان جبريل معه فلم يسمع ما كلم الله به موسى اهـ فتح المجيد
ويجب
فى حقه تعالى كونه قادرا وضده كونه عاجزا والدليل على ذلك دليل القدرة
ويجب فى حقه تعالى كونه مريدا وضده كونه كارها والدليل على ذلك دليل
الارادة ويجب فى حقه تعالى كونه عالما وضده كونه جاهلا والدليل على ذلك
دليل العلم ويجب فى حقه تعالى كونه حيا وضده كونه ميتا والدليل على ذلك
دليل الحياة ويجب فى حقه تعالى كونه سميعا بصيرا وضدهما كونه اصم وكونه
اعمى والدليل على ذلك دليل السمع ودليل البصر ويجب فى حقه تعالى كونه
متكلما وضده كونه ابكم والدليل على ذلك دليل الكلام
(قوله
ويجب فى حقه تعالى كونه قادرا) اى ثم بعد تحقق ما تقدم يعتقد فى حقه تعالى
سبع صفات تسمى صفات معنوية اهـ الهدهدى والصفة المعنوية هى صفة ثبوتية
اعتبارية لازمة للمعنى اهـ تنوير القلوب فالكونية المذكورة صفة ثابتة فى
نفسها قائمة بالذات لازمة للقدرة اهـ شرح اى يلزم من قيام القدرة بالذات ان
يسمى كونه قادرا فعندنا صفتان احداهما وجودية وهى القدرة والثانية ثبوتية
لايمكن رؤيتها وهى الكون قادرا وهكذا يقال فى الباقى اهـ فتح المجيد وهو اى
الكون قادرا امر اعتبارى ليس له تحقق فى خارج الاعيان ولا فى خارج الاذهان
بل له تحقق فى نفسه وفى الذهن فقط اى دون الخارج فليس اى الكون قادرا حالا
لان الحق انه لا حال اى لا واسطة بين الوجود والعدم وان الحال محال اهـ
الدر الفريد (قوله دليل القدرة) وهو ما تقدم من انه لو كان عاجزا لم يوجد
شىء من هذه المخلوقات اهـ (قوله ويجب فى حقه تعالى كونه مريدا) وهو صفة له
تعالى ازلية مغايرة للارادة وهو امر اعتبارى ليس له تحقق فى الخارج بل فى
نفسه وفى الذهن فقط اهـ شرح (قوله الارادة) وهو ما تقدم من انه لوكان
كارها لكان عاجزا وكونه عاجزا محال (قوله ويجب فى حقه تعالى كونه عالما)
وهو صفة له تعالى ازلية مغايرة للعلم لكنها لازمة له وهو امر اعتبارى ليس
له تحقق فى الخارج بل فى نفسه وفى الذهن فقط اهـ شرح (قوله دليل العلم) وهو
ما تقدم من انه لو كان جاهلا لم يكن مريدا وهو محال اهـ (قوله ويجب فى حقه
تعالى كونه حيا) وهو صفة له تعالى ازلية مغايرة للحياة لكنها لازمة لها
وهو امر اعتبارى ليس له تحقق الا فى نفسه فقط اهـ شرح (قوله دليل الحياة)
وهو ما تقدم من انه لو كان ميتا لم يكن قادرا ولا مريدا ولا عالما وهو محال
اهـ (قوله ويجب فى حقه تعالى كونه سميعا بصيرا) وهما ضفتان له تعالى
ازليتان مغايرتان للسمع والبصر لكنهما لازمتان لهما وهما امران اعتباريان
ولكل منهما تحقق فى نفسه فقط اهـ شرح (قوله دليل السمع ودليل البصر) وهما
قوله تعالى "وهو السميع البصير" اهـ (قوله ويجب فى حقه تعالى كونه متكلما)
وهو صفة له تعالى ازلية مغايرة للكلام لكنها لازمة له وليس له تحقق الا فى
نفسه فقط اهـ شرح (قوله دليل الكلام) وهو قوله تعالى "وكلم الله موسى
تكليما" اهـ فهذه الصفات الواجبات له تعالى والمستحيلات العشرون التى يجب
على مكلف معرفتها تفصيلا بالدليل ولو اجماليا ثم يجب ان يعتقد اجمالا انه
تعالى متصف بجميع الكمالات التى لايحصيها الا الله تعالى وانه منزه عن جميع
النقائص التى لا يحصيها الا هو (تنبيهات الاول) علم ممامر ان الصفات
العشرين اربعة اقسام نفسية وهى الوجود وسلبية وهى خمسة القدم والبقاء
والقيام بالنفس والمخالفة للحوادث والوحدانية وصفات معان وهى سبعة القدرة
والارادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام وصفات معنوية وهى كونه
قادرا ومريدا وعالما وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما (الثانى) لايتعلق الا ما
كان من صفات المعانى وهى من حيث التعلق وعدمه ومن حيث عمومه للواجبات
والجائزات والمستحيلات وخصوصه بالممكنات وبالموجودات اربعة اقسام الاول
مايتعلق بالممكنات وهى القدرة والارادة لكن تعلق الاولى تعلق ايجاد واعدام
وتعلق الثانية تعلق تخصيص والثانى ما يتعلق بالواجبات والمستحيلات
والجائزات وهو العلم والكلام لكن تعلق الاول تعلق انكشاف وتعلق الثانى تعلق
دلالة والثالث ما يتعلق بالموجودات وهو السمع والبصر والرابع ما لايتعلق
بشىء وهو الحياة ولا يجب على المكلف معرفة هذه التعلقات لان ذلك من غوامض
علم الكلام اهـ شرح
والجائز
فى حقه تعالى فعل كل ممكن او تركه والدليل على ذلك انه لو وجب عليه سبحانه
وتعالى فعل شىء او تركه لصار الجائز واجبا او مستحيلا
(قوله
كل ممكن) والممكن هو الذى يجوز عليه الوجود والعدم ولو شرا كالكفر
والمعاصى والخلق والرزق ونحوها اهـ شرح يعنى انه يجوز على الله تعالى ان
يوجد الممكن ويجوز عليه ان لايوجده فالايجـاد والترك جـائزان عليه تعالى
لاواجبان اهـ الدر الفريد ويدخل فى قوله كل ممكن الثواب للمطيع والعقاب
للعاصى ويدخل بعثة الرسل الى العباد والصلاح والاصلح للخلق ورؤية الخلق لله
عز وجل فى الاخرة فان هذه كلها لايجب شىء منها على الله تعالى ولايستحيل
بل وجودها وعدمها بالنسبة اليه سواء اهـ الهدهدى (قوله والدليل على ذلك
الخ) اى والدليل على ان فعل الممكنات اوتركها جائز فى حقه تعالى ان تقول قد
اتفق على جواز الممكنات فلو وجب عليه تعالى فعل شىء منها لصلر الجائز
واجبا ولوامتنع عليه فعل شىء منها لصار الجائز مستحيلا اهـ شرح (قوله وهو)
اى صيرورة الجائز واجبا او مستحيلا اهـ شرح (قوله محال) اى لما يلزم عليه
من قلب الحقائق وهو مستحيل اهـ الباجورى فيكون وجوبها او امتناعها عليه
تعالى محالا لانه يؤدى الى المحال وكل شىء يؤدى الى المحال محال واذا
استحال وجوبها او امتناعها عليه تعالى فثبت جوازها وهو المطلوب اهـ فهذه
احدى واربعون عقيدة تتعلق بالاله عز وجل عشرون واجبات وعشرون مستحيلات
وواحدة جائزة وقد تم القسم الاول من هذا الفن وهو الالهيات اهـ
ويجب
فى حق الرسل عليهم الصلاة والسلام الصدق والدليل على ذلك انهم لو كذبوا
لكان خبر الله سبحانه وتعالى كاذبا وهو محال ويجب فى حقهم عليهم الصلاة
والسلام الامانة وضدها الخيانة والدليل على ذلك انهم لوخانوا بفعل محرم او
مكروه لكنا مأمورين بمثل ذلك ولا يصح ان نؤمر بمحرم او مكروه
(قوله
ويجب فى حق الرسل عليهم الصــلاة والسلام) والحق ان كلا من الانبياء
والرسل لايعلم عدته الا الله لقوله تعالى "منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم
نقصص عليك" واعلم ان ما وجب للرسل يجب للانبياء الا التبليغ فانه خاص
بالرسل اذ النبى لايبلغ شيئا من الشرائع اهـ دق (قوله الصدق) اى مطابقة
خبرهم للواقع والمراد الصدق فى دعوى الرسالة وفى الاحكام التى يبلغونها عن
الله اهـ دق (قوله وضده الكذب) اى عدم مطابقة خبرهم للواقع اهـ شرح (قوله
والدليل على ذلك) اى وجوب الصدق لهم عليهم الصلاة والسلام اهـ شرح (قوله
لكان خبر الله سبحانه وتعالى كاذبا) والمراد خبره تعالى الحكمى وهو المعجزة
اهـ شرح وذلك ان المعجزة التى خلقها الله تعالى على ايدى الرسل نازلة
منزلة قوله تعالى صدق عبدى فى كل مايبلغ عنى فلوجاز الكذب على الرسل لجاز
الكذب عليه تعالى اذ تصديق الكاذب كذب افاده السنوسى فى ام البراهين (قوله
وهو) اى كون خبره تعالى كاذبا اهـ شرح (قوله محال) لان خبره تعالى انما
يكون على وفق علمه والخبر على وفق العلم لايكون الا صادقا فخبره تعالى
لايكون الا صادقا اهـ ام البراهين فيكون كذب الرسل محالا اهـ كفاية العوام
لانه يؤدى الى المحال وما ادى الى المحال محال واذا استحال عليهم الكذب وجب
لهم الصدق وهو المطلوب (قوله فى حقهم عليهم الصلاة والسلام الامانة) وهى
حفظ ظواهرهم وبواطنهم من التلبس بمنهى عنه ولو نهى كراهة او خلاف الاولى
فهم معصومون عن جميع المعاصى المتعلقة بظاهر البدن كالزنا وشرب الخمر
والكذب وغير ذلك من منهيـات الظاهـر ومعصومون عن جميع المعاصى المتعلقة
بالباطن من الحسد والكبر والرياء وغير ذلك من منهيات الباطن اهـ شرح (قوله
وضده الخيانة والدليل على ذلك) اى وجوب الامانة لهم اهـ شرح (قوله انهم لو
خانوا بفعل محرم او مكروه) او خلاف الاولى او بترك شىء مما امروا به اهـ
فتح المجيد (لكنا مأمورين بمثل ذلك) اى ما يفعلونه اهـ شرح لان الله قد
امرنا بالاقتداء بهم اى حيث قال "واتبعوه لعلكم تهتدون" وقال "ان كنتم
تحبون الله فاتبعونى" وقال "وما اتاكم الرسول فخذوه" اهـ دق (قوله ولا يصح
ان نؤمر بمحرم او مكروه) او خلاف الاولى لان الله لايأمر بالفحشاء اهـ اى
ما ينفر عنه الطبع السليم وهو ما كان محرما او مكروها او خلاف الاولى اهـ
فتح المجيد فتكون الخيانة على الرسل باطلة لانه يؤدى الى البطلان وما ادى
الى البطلان باطل واذا بطلت عليهم الخيانة وجبت لهم الامانة وهو المطلوب
ويجب
فى حقهم عليهم الصلاة والسلام تبليغ ما امروا بتبليغه للخلق وضده كتمان
ذلك والدليل على ذلك انهم لو كتموا شيئا مما امروا بتبليغه لكنا مأمورين
بكتمان العلم ولا يصح ان نؤمر به لان كاتم العلم ملعون ويجب فى حقهم عليهم
الصلاة والسلام الفطانة وضدها البلادة والدليل على ذلك انه لوانتفت عنهم
الفطانة لما قدروا ان يقيموا حجة على الخصم وهو محال لان القرآن دل فى
مواضع كثيرة على اقامتهم الحجة على الخصم
(قوله
تبليغ ما امروا بتبليغه للخلق) بخلاف ما امروا بكتمانه وما خيروا فيه اهـ
شرح قالذى اوحاه الله الى الرسل ثلاثة اقسام قسم امرهم الله بعدم تبليغه
وهذا مختص بهم لايجوز لهم تبليغه وقسم خيرهم الله تعالى فيه وهذا يجوز لهم
فيه التبليغ وتركه والقسم الثالث امرهم بتبليغه وهذا القسم قد بلغوه للخلق
ولم يكتموا منه شيئا اهـ الدر الفريد (قوله وضده كتمان ذلك) اى جميع ما
امروا بتبليغه للخلق اهـ شرح (قوله والدليل على ذلك) اى وجوب التبليغ لهم
عليهم الصلاة والسلام (قوله انهم لو كتموا شيئا مما امروا بتبليغه لكنا
مأمورين بكتمان العلم) اى لان الله تعالى امرنا بالاقتداء بهم حيث قال فى
حق نبينا "واتبعوه لعلكم تهتدون" اهـ شرح (قوله ولا يصح ان نؤمر به) اى
بكتمان العلم اهـ شرح (قوله لان كاتم العلم ملعون) قال تعالى "ان الذين
يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب اولئك
يلعنهم اللاعنون" اهـ شرح وفى الحديث "كاتم العلم ملعون" وهو محمول على من
كتمه عن مستحقه وقد تعين وقد نصوا على انه لايجب على العالم ان يعلم الناس
من غير طلب منهم مالم يكن الواقع امرا منكرا والالزمه ذلك ازالة للمنكر
فيجب على من رأى شخصا يمحق هيئة الصلاة مثلا ان يعلمه وان لم يسأله فى ذلك
اهـ الباجورى فيكون الكتمان على الرسل باطلا لانه يؤدى الى البطلان وكل ما
ادى الى البطلان باطل واذا بطل الكتمان عليهم وجب لهم التبليغ وهو المطلوب
(قوله الفطانة) اى الذكاء والحذق بحيث يكون فيهم قدرة على الزام الخصوم
وابطال دعاويهم الباطلة اهـ الباجورى (قوله والدليل على ذلك) اى وجوب
الفطانة لهم عليهم الصلاة والسلام اهـ شرح (قوله انه) اى الشأن اهـ شرح
(قوله وهو) اى عدم القدرة على اقامة الحجة اهـ شرح (قوله لان القرآن دل
الخ) كقوله تعالى "وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم" وكقوله تعالى "وجادلهم
بالتى هى احسن" اى بما يشتمل على نوع ارفاق بهم واقامة الحجة لاتكون الا من
الفطن فمن لم يكن فطنا بان كان مغفلا لاتمكنه اقامة الحجة ولاالمجادلة اهـ
فتح المجيد فيكون بلادة الرسل محالا لانه يؤدى الى المحال وما ادى الى
المحال محال واذا استحالت عليهم البلادة وجبت لهم الفطانة وهو المطلوب
والجائز
فى حقهم عليهم الصلاة والسلام الاعراض البشرية التى لاتؤدى الى نقص فى
مراتبهم العلية كالمرض ونحوه والدليل على ذلك مشاهدتها بهم عليهم الصلاة
والسلام
(قوله
والجائز فى حقهم عليهم الصلاة والسلام الاعراض) اى الصفات الحادثة اهـ دق
لان الاعراض خاصة بصفات الحوادث واما صفاته تعالى فلاتسمى اعراضا اهـ
الشرقاوى (قوله البشرية) اى التى تصيب البشرية اهـ الشرقاوى (قوله التى
لاتؤدى الى نقص فى مراتبهم العلية) فاخترز بالاعراض عن صفات الالوهية فلا
تجوز على الرسل لان الحادث لايتصف بالقديم وقوله البشرية اخترز عن صفات
الملائكة فانها لاتجوز عليهم اهـ الهدهدى وقوله لاتؤدى الى نقص احترز عن
الاعراض التى تؤدى الى ذلك كالبلادة والجذم والبرص اهـ الباجورى (قوله
كالمرض) مثال للاعراض البشرية اهـ دق (قوله ونحوه) اى كالجوع والنوم اهـ دق
(قوله والدليل على ذلك) اى جوز وقوع الاعراض اى الصفات الحادثة البشرية
اهـ شرح (قوله مشاهدتها بهم عليهم الصلاة والسلام) اى مشاهدة وقوعها بهم
لمن عاصرهم وبلوغ ذلك بالتواتر لغيره اهـ الدر الفريد وليس بعد العيان بيان
اهـ الهدهدى واعلم ان المصاب بتلك الاعراض ظواهرهم فقط اما بواطنهم فلا
تصيبها ولا تمنع تعلقها بالرب سبحانه وتعالى اهـ الشرقاوى فهذه تسع عقائد
تتعلق بالرسل عليهم الصلاة والسلام وتقدم احدى واربعون تتعلق بالاله سبحانه
وتعالى فالجملة خمسون عقيدة يجب على كل مكلف معرفتها بادلتها على مامر اهـ
شرح
(خاتمة)
يجب على الشخص ان يعرف نسبه صلى الله عليه وسلم من جهة ابيه ومن جهة امه
فاما نسبه صلى الله عليه وسلم من جهة ابيه فهو سيدنا محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن
غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان ليس فيما بعده الى آدم عليه الصلاة والسلام طريق
صحيح فيما ينقل واما نسبه من جهة امه فهو سيدنا محمد بن آمنة بنت وهب بن
عبد مناف بن زهرة بن كلاب فتجتمع معه صلى الله عليه وسلم فى جده كلاب ومما
يجب ايضا ان يعلم ان له حوضا وانه يشفع فى فصل القضاء وهذه الشفاعة مختصة
به صلى الله عليه وسلم ومما يجب ايضا ان يعرف الرسل المذكورين فى القرآن
تفصيلا واما غيرهم فيجب عليه ان يعرفهم اجمالا وقد نظم بعضهم الانبياء
الذين تجب معرفتهم تفصيلا فقال
حتم على كل ذىالتكليف معرفة -*- بانبيـاء على التفصيل قد علمـوا
فى تلك حجتنـــا منهـــم ثمـانيـة -*- من بعد عشـر ويبقى سبعة وهم
ادريس هـود شعيب صـالح وكـذا -*- ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
ومما
يجب اعتقاده ايضا ان قرنه افضل القرون ثم القرن الذى بعده ثم القرن الذى
بعده وينبغى للشخص ان يعرف اولاده صلى الله عليه وسلم وهم سبعة على الصحيح
سيدنا القاسم وسيدتنا زينب وسيدتنا رقية وسيدتنا فاطمة وسيدتنا ام كلثوم
وسيدنا عبد الله وهو الملقب بالطيب والطاهر وسيدنا ابراهيم وكلهم من سيدتنا
خد يجة الكبرى الا سيدنا ابراهيم فمن مارية القبطية وهذا آخر ما يسره الله
تعالى من فضله وكرمه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
وهذا
آخر ما يسر الله تعالى على هذه الرسالة والله اعلم بالصواب واليه الموجع
والمآب وقع الفراغ يوم الاربعاء فى شهر رمضان سنة الف واربعمائة وثلاثة
وعشرين من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام والحمـد لله رب
العالمين
Tidak ada komentar:
Posting Komentar